karem عضو جديد
عدد المساهمات : 4 نقاط : 10 السٌّمعَة : 0 الجنس : تاريخ التسجيل : 05/09/2011 العمر : 35
| موضوع: كيف يكون الإخلاص السبت فبراير 25 2012, 23:02 | |
| الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله صلى الله عليه وسلم كيف يكون إخلاصنا مع خالقنا جلا وعلا .
قال الله تعالى : ( ومآ أمرُوا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )[البينة :5] وقال تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملآ )[الملك:2].أي أخلصه وأصوبه. إن الإسلام ليس دين مظاهر وطقوس جوفا، إذا إن العبادات الشعائر لا تغني فيه ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وقوة إيمان تدفع إلى العمل الصالح النافع المثمر , حيث إن العمل الصالح المقبول لابد أن يقوم على ركنين لاغنى له عنهما أبداً ، إذا لو فاته أحدهما ما قام له قائمة ، وما حصل لصاحبه حظ ولا نصيب عند ربه . 1) أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى ، وهذا عمل القلب ، وميزانه قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إنما الأعمال بالنيات )) 2) أن يكون موافقاً للشرع ومحققاً فيه الإ تباع ، وميزانه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهوا رد )). فإن الحديث عن الإخلاص يحتاج على مزيد من الفقه والعلم به والتعرف إلى ما يخالفه ، وقد قال أحد العلماء : (( وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلا ، فإنه ما أتي على كثير من الناس إلا من تضيع ذلك 00)) . كما أن الإ خلاص من أهم أعمال القلوب وأعظمها قدراً وشأناً ، يقول إبن القيم في ( بدائع الفوائد ) . (( ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها ، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب ، وأنها لا تنفع بدونها ، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح ، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد من الأعمال التي ميزت بينهما ؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم , فهي واجبة في كل وقت )). فرب عمل قام به إنسان يظهر أمام الناس أنه عمل صالح وهو عمل فاسد أفسدته النية ، فيعمل ويتعب ولا حظ له عند الله في اليوم الآخر , ومنهم من قال الله تعالى فيهم : ( وجوهٌ يوميذٍ خاشعة * عاملة ناصبةٌ * تصلى نار حامية ) [ الغاشية :2ـ4] فهم مع عملهم الكثير والتعب والنصب في العمل كان جزاؤهم ناراً حامية , وذلك لأنهم لم يبتغوا به وجه الله تعالى . ويوم القيامة هو يوم إظهار السرائر , قال تعالى : ( إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرآئرُ)[ الطارق:8ـ9] أي تختبر البواطن وتفضح . وفي الحديث المتفق عليه: (( من سمع سّمع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به )) . معنى سمع الله به : أي أظهر نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة , فالمرائي تفتضح نيته يوم القيامة ، إذا الناس يبعثون يوم القيامة على ما نووا من أعمالهم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (( إنك إن قاتلت صابراً محتسباً بعثك الله صابراً محتسباً ، ,إن قاتلت مرائياً مكاثراً بعثك الله مرائياً مكاثراً )).
إذا كيف يكون الإخلاص وما هو الإخلاص الإخلاص معناه إذ مدارها على : ( قصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتوصل إلى دار كرامته ). ومنهم من قال : ( هو إفراد الحق سبحانه في القصد بالطاعة , فيريد بطاعته التقرب إلى الله دون شيئ آخر من تصنع لمخلوق ، أو كسب محمدة عند الناس , أو محبة مدح , أو توقير , أو جلب نفع, أو دفع ضر). والإخلاص : أن يكون بريئاً من الرياء , أي أن يقصد به وجه الله وأن يكون العمل سالماً من حظوظ النفس فيه وشهوتها كالشهرة والجاه والشرف والمال ونحوه . إن الله عز وجل حين ذكر لعباده منته عليهم باللبن الذي هو من قوتهم , ذكر سبحانه خلوص ذلك الشراب ونقاءه , وأنه يخرج من بين فرث ودم ، ولو مازجه أحد هذين الأمرين لم يكن خالصاً , ولم تتم به النعمة ولم تقبله نفوسنا , فكذلك العمل لله عز وجل إذا شابه رياء أو هوى من شهوة النفس لم يقبله الله تعالى , فالعمل الذي لا يتوجه به إلى الله تعالى ليس له قيمة .
مع ان الإخلاص من أشق الأمور على النفس , ويحتاج إلى مجاهدة كبيرة في تحقيقه واستمراره . يقول سفيان الثوري رحمه الله : ( ما عالجت شيئاً أشد علىً من نيتي أنها تتقلب علي ). وسُئل سهل بن عبد الله : (( أي شيئ , أشد على النفس ؟ )) قال : (( الإخلاص ؛ لأنه ليس لها فيه نصيب )). إن للإخلاص في آثاراً عاجلة في الدنيا على أهله , وأثاراً أجلة في الآخرة، (( والأخرة خير وأبقى )) إن ثمرات الإخلاص في الدنيا : أن الله يضع لصاحبه القبول في القلوب بعكس المرائي الذي يطلب الشهرة ويسعى للحصول على المنزلة في قلوب الناس , فالله يعامله بنقيض قصده في الدنيا , كما ثبت بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سمع الناس بعمله أسمع الله به مسامع خلقه , وصغره وحقره ) ورضي الله عن الفاروق القائل : ( فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه , كفاه الله ما بينه وبين الناس , ومن تزين بما ليس فيه شانه الله ).
الإخلاص من الأسباب التي تزيل الهم والغم والحقد من القلب , ذلك أن المخلص قد وطن نفسه على الأ يطلب الجزاء والشكر إلا من الله , سواء في عبادته لربه أم في إحسانه إلى الخلق وبذل المعروف أو رد جميله بالنكران , لأنه إنما يعامل ربه في ذلك كوله , فلا يبالي بشكرهم ولا بجحودهم . كما إن الإخلاص ثمرته إجابة الدعاء وغير ذلك مما لا يحصى .
ومن علامة الإخلاص إسرار العمل وإخفاؤه حتى لا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله , المخلص ويرضى بكلمة الحق له أو عليه , ويستوي عنده الذام والمادح وهو قائم بالحق مخلصاً ولا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل . وصلاح ظاهره على ما أراد الله تعالى .
المخلص إذ عرض له أمران : أحدهما لله والآخر للدنيا آثر نصيبه من الله , لأنه يعلم أن الدنيا تنفد وما عند الله يبقى .
والمخلص في طلب العلم حريص على الفهم والحفظ والتوسع في البحث , وليس همه البروز على أقرانه والتفوق عليهم فقط , بل يحب لهم ما يحب لنفسه . الإخلاص مطلوب في الدين كله وفي التعامل مع الخلق , وفي طلب العلم والدعوه إلى الله , وفي الجهاد في سبيل الله , وفي الدين ظاهره وباطنه . ثم إن الإخلاص في طلب العلم أمر عسير وقل من يوفق إليه ويثبت عليه . رزقنا الله إياه بمنه وفضله .. قال صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يُبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً في الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة ) أي ريحها . لهذا كان أول الناس عذاباً يوم القيامة عالِمٌ لم ينفعه علمه , وهو من أشد الناس حسرة وندامة , لأنه كان يملك آلة النجاة , فلم يستعملها إلا في التوصل إلى أحقر الأشياء وأدنى الأمور , فهو كمن حصل على جوهرة نفيسة فباعها ببعرة .
وسأسرد لكم قصة عن هذه الآفة الخفية التي يقع فيها كثير من الناس . رويت أن بعض الناس بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه , فتعرض لذلك لينال الحكمة فلم يفتح له بابها , فبلغت القصة بعض الحكماء فقال : إنما أخلص للحكمة ولم يخلص لله تعالى . فقال ابن تيمية معقباً على هذه القصة : (( فهو هنا لم يرد الله , بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى )). ومن ذلك ان بعض الناس ينتظرون التكريم والمكافأة في اجتهاده في أداء الأعمال , فيؤثر ذلك في عطائه إذا لم يحدث له ما قصد , فيهمل في أداء واجبه بحجة انه ما من أحد يقدر أو يشكر , وينسى شكر الله وجزاءه .
والإخلاص هو توجه القصد إلى الله وحده ولا يريد سواه وكلها تنتهي إلى غاية ربه لا سواه .
وأصحاب هذه المقاصد على الصراط المستقيم وعلى الهدى والصواب , وأكمل تلك المقاصد ان يقصد بعبادته تعظيم ربه ومحبته طامعاً في رضاه وجنته خائفاً من سخطه وعقابه .
وأيضاً مسألة أخرى : فبعض الناس يكون قد أعتاد فعل الخير فيعرض في نفسه أنه مراءٍ فيترك هذه الطاعة خوفاً من ذلك , ولا شك أن هذا خطأ وانحراف لايقل خطراً عما يقابله من الرياء والسمعة . يقول الفضيل بن عياض : (( ترك العمل من أجل الناس رياء , والعمل لأجل الناس شرك , والإخلاص أن يعافيك الله منهما )). ويقول ابن تيمية : (( من كان له ورد مشروع من صلاة ضحى أو قيام ليل أو غير ذلك , فإنه يصليه حيث كان ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس , وإذا علم الله من قلبه أنه يفعله سراً لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص )). وأيضاً بأن يترك بعض الأعمال العلانية تفادياً للوقوع في الرياء فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر , ولا يحضر مجالس العلم , ولا يعود مريضاً , ولا يمشي في جنازة . هذا ضلال عظيم ومن عمل الشيطان ولا ينبغي أن يلتفت إلى وساوسه . لأن الإنسان لا يستطيع إخفاء كل أعماله , بل إن من الأعمال ما شرع في العلانية . ومن طرق استجلاب الإخلاص معرفة عظمة الله وتدبر أسمائه الحسنى وصفاته العُلى. وبهذا يقوى اليقين ويتوجه القلب إلى بارئه , ومتى علم أن الله سميع بصير يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور طرح مراقبة الناس وأطاع الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه . وأيضاً يجب عليه معرفة ما أعده الله تعالى في دار الآخرة من النعيم المقيم للعاملين المخلصين . ومنها كتمان العمل غير المشاهد كقيام الليل , وصدقة السر , والبكاء خالياً من خشية الله . وفي الحديث : ( إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي ).
قال الخريبي : (( كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها )).
وأخيراً يجب علينا مجاهدة النفس في توجيه النية إلى الله تعالى وتحقيق الإخلاص . ومدافعة الرياء , والاستزادة من الطاعة والاشتغال بها لرد كيد الشيطان في نحره ,
قال إبراهيم التيمي : إن الشيطان يدعو العبد إلى الاثم فلا يطعه , وليحدث عند ذلك خيراً , فإذا رآه كذلك تركه وأخيراً ندعوا كما علمنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم : دعاء نتقي به غاية الرياء فقال: (( اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه , ونستغفرك لما لا نعلمه )). اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا , ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين اللهم ثبتنا على دينك حتى نلقاك غير خزايا ولا مفتونين . سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . | |
|
sana80 عضو جديد
عدد المساهمات : 3 نقاط : 3 السٌّمعَة : 0 الجنس : تاريخ التسجيل : 01/09/2011 العمر : 36
| موضوع: رد: كيف يكون الإخلاص الأحد فبراير 26 2012, 20:38 | |
| جزاك الله خيرا اخى كريم
موضوع قيم
تقبل مرورى | |
|